{وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} قال ابن عباس: أعلم أن رؤيا يوسف صادقة وإني سأسجد له (?) , وقال السدي: لَمَّا أَخْبَرُوهُ بِدُعَاءِ الْمَلِكِ، أَحَسَّتْ نَفْسُ يَعْقُوبَ، وَقَالَ: مَا يَكُونُ فِي الأَرْضِ صِدِّيقٌ إِلا نَبِيُّ. فَطَمِعَ، قَالَ: لَعَلَّهُ يُوسُفُ (?). وروي عن الحسن يرفعه إلى النبي صلى الله عليه قال، قيل: ما بلغ من وجدُ يعقوب على ابنه؟ قال: وجد سبعين ثكلى!. قال: فما كان له من الأجر؟ قال: أجر مئة شهيدٍ (?).
قال: وما ساء ظنه قط من ليل ولا نهارٍ, ومما أخبر به وهب بن منبه (?) قال: أتى جبريل يوسف بالبشرى وهو في السجن, فقال: هل تعرفني أيها الصِّدِّيق؟ قال: أرى صورة طاهرة ورُوحًا طيبة لا تشبه أرواح الخاطئين. قال: فإني رسول رب العالمين، وأنا الروح الأمين, قال: فما الذي أدخلك مُدْخَل المذنبين، وأنت أطيب الطيبين، ورأس المقربين، وأمين رب العالمين؟ قال: ألم تعلم يا يوسف أن الله يطّهر البيوت بطُهْر النبيين، وأن الأرض التي يدخلونها هي أطهر الأرَضِين، وأن الله قد طهَّر بك السجن وما حوله يا طهر الطاهرين وابن المتطهَّرين؟ إنما يتطهر بفضل طهرك وطهر آبائك الصالحين المخلَصِين! قال: كيف لي باسم الصالحين الصّدِّيقين، وتعدُّني من المخلصين، فقد أدخلت مُدْخَل المذنبين، وسميت بالضالين المفسدين (?) قال: لم يُفْتَتَنْ قلبُك، ولم تطع سيدتك في معصية ربك، فلذلك سمَّاك الله في الصديقين، وعدّك من المخلَصين، وألحقك بآبائك الصالحين. قال: هل لك علم بيعقوب أيها الروح الأمين؟ قال: نعم، وهب الله له الصبر الجميل، وابتلاه بالحزن عليك، فهو كظيم. قال: فما قَدْرُ حزنه؟ قال: حزن سبعين ثكلى, قال: فماذا له من الأجر