المطلب الرابع: عصره من الناحية الثقافية

اهتم الفاطميون اهتماما كبيرا بالحركة العلمية في اتجاهاتها المختلفة، وأبرز هذه الاتجاهات، تنظيم الفكر الشيعي، ونشرُه على أوسع نطاق، فقد بنى جوهر الصقلي الجامع الأزهر (?)، وأنشأ الحاكم بأمر الله دار العلم التي كانت تلقب بدار الحكمة، كما بنى جامعَ الحاكم (?).

وقد نبغ في مصر كثير من الشعراء، وكثر رجال الأدب من قول الشعر لمدح الخلفاء، لِمَا كان يَدرُّه هؤلاء من العطايا الجزيلة، والجوائز، والأرزاق المخصصة لهم، وقد دفعت الرغبةُ في الحصول على هذه الجوائز، والهبات، قلةٌ قليلة من الشعراء من أهل السنة إلى محاكاة الشعراء الشيعيين، فاتصل بعضهم ببلاط الخلفاء الفاطميين.

وقد اهتم الفاطميون بالطب، وأغدقوا على الأطباء الأموال، وأجزلوا لهم المنح، وقلدوهم المناصب العالية، وأصبحت لهم منزلةٌ رفيعة بين رجال البلاط، ومن أطباء المعز لدين الله، موسى العازر الإسرائيلي (?)، الذي حَذِقَ صناعة الطب، كما اشتهر ابنه إسحاق بن موسى بالطب، وكان مقربا من المعز. كما اهتم الخليفة الحاكم الفاطمي بعلم النجوم، حتى أنه أنشأ مرصدا بالمقطم أطلق عليه الرصد الحاكمي.

ومن أشهر الرياضيين في عهد الفاطميين، أبو علي محمد بن الحسن بن الهيثم، الذي نشأ في العراق، ثم انتقل إلى مصر، وأقام بها، ومن المؤرخين الذين عاصروا الخليفة، العزيز بالله، أبو الحسن علي الشابشتي (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015