وعهد (?) , {لتَاتُنَّنِي} بأخيكم {إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ} أي: يحيط بجميعكم مالا تقدرون على أن تؤتوني به, وأصله ضرب السور حول الشيء, ومنه يقال: يعلمه علم إحاطة أي: على التحديد, قال قتادة: {إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ} إلا أن تغلبوا حتى لا تطيقوا ذلك (?) , وقال ابن إسحاق: إلا أن يصيبكم أمر يذهب بكم جميعا, فيكون ذلك عذرا لكم عندي (?) , والوكيل: القائم بالتدبير (?) , ويقال لمِ قال موثقا من الله وإنما الموثق من أنفسهم؟ قيل ذلك: لأن المعنى مُوَثَّقاً من جهة إشهاد الله, أو القسم بالله, والموثق بالعقد (?) بما لا يجوز حله.
وقوله تعالى: {وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ} أي: قال يعقوب لبنيه: لا تدخلوا مصر من طريق واحد, وادخلوها من أبواب متفرقة, وذكر أن قوله ذلك لهم: لأنهم كانوا رجالا, لهم جمال وهيئة, فخاف عليهم إذا دخلوا من طريق واحد وهم ولد رجل واحدٍ العينَ, فأمرهم أن يفترقوا (?) , روي معنى ذلك: عن قتادة وابن عباس، ومحمد بن كعب القرظي، والسدي، وابن إسحاق, وقولُهُ: {وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ} يقول: وما أقدر أن أدفع عنكم من الله من شيء من قضاء الله الذي قضاه عليكم من شيء صغير ولا كبير, لأن قضاءه نافذ (?) , {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ} أي: ما القضاء والحكم إلا لله دون كل ما سواه, على الله توكلت فوثقت به فيكم وفي حفظكم حتى يردكم