كما روي عن السدي فيما ذكره قال: وقال لهم يعقوب: إذا أتيتم ملك مصر فأقرؤه مني السلام, وقولوا له: إن أبانا يصلي عليك ويدعو لك بما أوليتنا (?) , وقال ابن إسحاق: كان منزلهم فيما ذَكر لي بعض أهل العلم بالعربات (?) من أرض فلسطين بغور الشام, وبعض يقول: بالأولاج (?) من ناحية الشعب أسفل من جشم (?) , وكان صاحب بادية، شاء وإبل (?).

وقوله تعالى: {قَالَ هَلْ آَمَنُكُمْ عليه إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ} أي: قال أبوهم يعقوب: هل آمنكم على أخيكم من أبيكم إلا كما أمنتكم على أخيه يوسف من قبله (?)؟ وأصله الاطمئنان, يقال: أمِنه يامَنُهُ أَمْناً وائْتَمَنَه ياتَمِنَه ائْتِمَاناً, ومنه قوله: {فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ} (?). وقد تضمنت الآيات البيان عما يوجبه صحة التدبير من الوفاء في المكاييل وغيره من الأمور للوصول إلى المطلوب في بلوغ غاية المأمول, والبيان عما يوجبه ترك ما دعى إليه الحكيم من حرمان المحبوب من حياته وبعدمه كما فعل يوسف- عليه السلام بإخوته حين دعاهم إلى ما دعاهم إليه, والبيان عما يوجبه طاعة الداعي فيما دعا إليه من العزم على الاجتهاد في كون ما أحب وفعل ما أراد, والبيان عما يوجبه الإحسان من طلبه بالرجوع إلى صاحبه ابتغاء الخير من قبله لاسيما إذا تلطف في وقوعه على أحسن وجوهه, والبيان عما يوجبه التلطف في وقوع الأمر من الدعاء إليه بما في تركه من الضرر وفي فعله من النفع مع تضمن السلامة من مكروه في العاقبة, والبيان عما يوجبه حال المتهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015