يقول تعالى: ولثواب الله في الآخرة خير للذين صدقوا الله ورسوله مما أعطى يوسف في الدنيا, {وَكَانُوا يَتَّقُونَ} الله فيخافون عقابه في خلاف أمره واستحلال محارمه, فيطيعونه في أمره ونهيه (?).
وقوله تعالى: {وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عليه فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ} أي: دخلوا على يوسف فعرفهم وهم لا يعرفونه (?) , {وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ} وكان سبب مجيئهم قال السدي: أصاب بلاد يعقوب التي هو بها الجوع, فبعث بنيه إلى مصر, وأمسك أخا يوسف بنيامين, فلما دخلوا على يوسف عرفهم وهم له منكرون, فلما نظر إليهم قال: أخبروني ما أمركم؟ فإني أنكر شأنكم! قالوا: نحن قوم من أرض الشام, قال فما جاء بكم؟ قالوا جئنا نمتار طعاما, قال كذبتم أنتم عيون! كم أنتم؟ قالوا: عشرة, قال: أنتم عشرة آلاف, كل رجل منكم أمير ألف فأخبروني خبركم! قالوا: إنا إخوة بنو رجل صديق وإنا كنا اثني عشر, وكان أبونا يحب أخا لنا, وإنه ذهب معنا البرية فهلك منا فيها, أي وكان أحبنا إلى أبينا, قال: فإلى من سكن أبوكم بعده؟ قالوا: إلى أخ لنا أصغر منه, قال: وكيف تخبروني أن أباكم صديق وهو يحب الصغير منكم دون الكبير! ائتوني بأخيكم هذا حتى أنظر إليه, {فَإِنْ لَمْ تَاتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ}، {قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ} , قال فضعوا بعضكم رهينة حتى ترجعوا, فوضعوا شمعون (?).
وقد تضمنت الآيات البيان عما يوجبه دعاء النفس إلى السوء من التقدم في معرفة موقعه على الاستضرار به ليكون التحذير منه