ولا جاهل ولا قادر ولا عاجز وكذلك في جميع الصفات فإن الإثبات الحقيقي يقتضي شركة بينه وبين سائر الموجودات (?).

وقد وصلت هذه العقيدة الغريبة البعيدة عن تعاليم الإسلام الصحيحة ذروتها في عهد الحاكم بأمر الله، فقد تعاظم هذا الحاكم في نفسه، وطغى وبغى إلى أن ادعى الألوهية سرا في بادئ الأمر، فلما تيقن من قبول الناس ولا سيما رجال الدولة هذا الأمر أعلن ذلك على الملأ، وأصبح مذهب الإسماعيلية المذهب الرسمي للدولة (?).

والفاطميون الإسماعيليون هؤلاء باطنيون لا يلتزمون بأركان الإسلام فهم يعتقدون أن صلاتهم في باطنهم وزكاتهم لا يدفعونها إلا إلى قادتهم (?) ولا يثقون بأي مسلم ولا يتعاملون مع المسلمين إلا بقدر ما يخدمون مصالحهم ويساعدهم في نشر عقيدتهم.

وعلى هذا المنوال، كانت السياسة في هذا العصر في الديار المصرية، وما حولها. وقد بذل الإسماعيليون كل جهودهم لنشر مذهبهم في مصر، ووجدوا أن جذورهم في مصر غير عميقة فبحثوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015