وقال الشعبي (?): الْمَشْغُوف: الْمُحِبّ, وَالْمَشْعُوف (?) الْمَجْنُون (?)، وقال الحسن: قَدْ بَطَنَهَا حُبًّا (?)، وقال الضحاك: هُوَ الْحُبّ اللَّازِق بِالْقَلْبِ (?)، وقد قيل بالعين: شعف.
وأنشد امرؤ القيس:
لتَقْتُلنِي (?) وقدْ شَعَفْتُ فُؤادهَا ... كَما شَعَفَ المَهْنُوءةَ الرَّجلُ الطَّالِي
فشعف المرأة من الحب والمهنوءة وهي الناقة المطلية بالقطران (?) من الدبر, فشبه لوعة الحب وجواه بذلك, وقوله تعالى: {إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} أي: قُلْنَ: إِنَّا لَنَرَى امْرَأَة الْعَزِيز ومُرَاوَدَتهَا فَتَاهَا عَنْ نَفْسه وَغَلَبَة حُبّه عليها لَفِي خَطَأ مِنَ الْفِعْل وَجَوْر عَنْ قَصْد السَّبِيل مُبِين لِمَنْ تَأَمَّلَهُ وَعَلِمَهُ أَنَّهُ ضَلَال وَخَطَأ غَيْر صَوَاب وَلَا سَدَاد, وَإِنَّمَا كَانَ قِيلُهُنَّ مَا قُلْنَ مِنْ ذَلِكَ، وَتَحَدُّثُهُنَّ بِمَا تَحَدَّثْنَ بِهِ مِنْ شَانِهَا وَشَانِ يُوسُفَ مَكْرًا مِنْهُنَّ، فِيمَا ذُكِرَ لِتُرِيهِنَّ يُوسُفَ, فَلَمَّا سَمِعَتْ امْرَأَة الْعَزِيز بِمَكْرِ النِّسْوَة اللَّاتِي قُلْنَ فِي الْمَدِينَة مَا ذَكَرَهُ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُنَّ, قال ابن إسحاق: مكرن لتريهن يوسف, وكان