مرتبة وأما من زعم أنها للجمع فهو أيضا متحكم فإنا على قطع نعلم أن من قال رأيت زيدا وعمرا لم يقتض ذلك أنه رآهما معا.

فإذا مقتضى الواو العطف والإشتراك وليس فيه إشعار بجمع ولا ترتيب.

نعم قد ترد في غير غرض المسألة بمعنى الجمع إذا قلت لا تأكل السمك وتشرب اللبن أي لا تجمع بينهما ومنه قول الشاعر1:

لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم.

فلا تكون الواو عاطفة في ذلك فإن أردت العطف قلت لا تأكل السمك وتشرب اللبن وأنت تعني النهي عن كل واحدة منهما والمعنى لا تأكل السمك ولا تشرب اللبن وترد الواو في باب المفعول معه بمعنى "مع" تقول استوى الماء والخشبة وجاء البرد والطيالسة قال سيبويه رحمه الله قد ترد [الواو] بمعنى إذ وهي التي تسمى واو الحال قال الله سبحانه وتعالى: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاساً يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ} 2 أي إذ طائفة [ {قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ} ] .

93- فأما الفاء فإن مقتضاها التعقيب3 والتسبيب4 والترتيب5.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015