وإما من التّعالج.
وليس يعتري السّودان من كيّ البلاء كالذي يعتري الشّقران والحمران. وكذلك الوسم. فإذا خاف النّخّاس أن يكون ذلك البياض برصا قرص ذلك المكان، فإن احمرّ فهناك دم، وإن لم يحمرّ عزم [1] على أنّ به عيبا وفحشة.
ويعتري غراميل الخيل وخصاها وجحافلها [2] ، ويكون بالعظاء والحيّات والوزغ برص، بكلّ ذلك جاء الشعر، وكلّ ذلك قالت العرب.
وفي الحديث المرفوع أنّ الوزغة لما نفخت على نار إبراهيم صمّت وبرصت، فمن ذلك قيل سامّ أبرص. فهذا الحديث شهد لأولئك الشّعراء بالصّدق.
ولولا الأخبار والأشعار والآثار لكان [3] كلّ بياض يكون في أصل التركيب في نفس الخلقة لا يسمّى برصا [4] ، ولا يسمّى البرص إلّا العارض الحادث.
وقال صاحب المنطق: لا يقال الباطن جلد الكف أقرع، ولا للطّفل آدر، لأنّ ذلك لم يكن يذهب.