من الباب أيضا، الذي يعسر المخلص منه.

والعرب تخاف إعداء الجرب والصّفر [1] والعدسة [2] والجدريّ.

وهو وإن استعظموا هذه الأشياء ولم يقدّموا البرص عليها في الشّدة فإنّ القرآن أصدق منهم، ولولا أنّ البرص العتيق أشدّ امتناعا وأبعد برءا لما ذكر الله البرص دون هذه الأدواء.

والفرس أشدّ نفارا من البرص. والدليل على ذلك: ما خبّرتك به من شدّته وامتناع التخلّص منه، قوله: وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتى بِإِذْنِ اللَّهِ

[3] وإلى إبراء الأكمه [4]- وهو الأعمى المطموس- ولم يذكر غير ذلك من جميع الأدواء والمعاضل والعلل الموئسة.

وقال في وجه آخر من معارضة البرص بخلافه وضدّه، قال: أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ قالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ [5]

. وقال الله لموسى: أَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ [6] سُوءٍ

هذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015