فهذا إنّما كان شيئا خصّ الله به سليمان، وهو من علامات النّبيّين، وبرهانات المرسلين..
فأمّا ما ترويه رواة السّوء من شأن المغيرة بن الفزر [2] ومردويه كرداي بالأهواز فهو من المحال الذي لا يخيل على ذي عقل [3] . قالوا:
التقيا فاختلفا ضربتين [4] ، فضرب المغيرة وسطه، فمن حدته وجودته، ومن شدّة ضربته وقوّته، مرّ السّيف في وسطه حتّى نفذ من الجانب الآخر، والمضروب لم يشعر به، ثم قال المضروب للمغيرة: ما صنعت شيئا! قال المغيرة: فإن كنت صادقا فتحرّك. فلمّا تحرّك تباين نصفاه فسقط أحدهما عن يمين الفرس والآخر عن يساره.
فهذا من أحاديث الخرافات. وليس يحتمل هذا الضرب من الأحاديث إلّا من لا علم له.
وهم يزعمون أنّ حلحلة بن أشيم الفزاريّ [5] لما قدّموه ليضرب عنقه قيل له: