ومن البرصان:

علّويه المغنّي

وهو علّويه الأعسر [1] ، وأبوه الذي كان يقال له ابن القدريّ. وكان راوية للغناء عالما به جيّد الصنعة، وهو أحد مطربي عصره، لم يكن في ذلك العصر أبلغ في الإطراب من مخارق [2] وعلّويه، وكان يضرب بالعسراء [3] من غير أن يغيّر الأوتار.

وكان صحيح الضّرب صافي الوتر. وكان إذا عالما تحدّث بعد أن يضع العود من يده لم يستوحش من حسن حديثه إلى غنائه وصوته [4] . فإن حكى تصوّر في كلّ صورة، وأضحك الثّكلان والغضبان. وكان جيّد الفرشة ظريف الآنية.

وحدّثني عن نفسه حديثين عجيبين، قال لي ونحن في منزل بعض مياسير أهل الكرخ: لو أخبرك مخبر أن علّوية دخل الكرخ اليوم يبتاع طيلسانا مطبقا [5] ، إذ كان لا يملك طيلسانا، أكنت تصدّق؟ قلت: لا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015