عدي» . وتحملان خمسة عنوانات: العميان الأشراف، العور، الحولان، الزّرق، الفقم وفي آخر سطر منهما:

ملكهم عبيد الله تعالى الحسن بن على الجلاوى ثم اليكليزى ...

وليس من المعقول أن تكون هاتان الصفحتان كتابا كاملا، أو ملخصا لكتاب الهيثم، فإن الجاحظ نفسه ينقل عنه في صلب كتابه، ويقول:

«قال الهيثم بن عدي: العرج الأشراف: أبو طالب، معاذ بن جبل، عبد الله بن جدعان» إلى آخر ما اقتبسه. على حين لا نجد في هذا النص المبتور شيئا من هذا. فلا يعدو الأمر في هاتين الصفحتين أن تكون شيئا من نصوص كتاب الهيثم..

تحقيق الكتاب:

كان لندرة نصوص البرصان وكثرة ما تزخر به من أعلام، مجهولة وإشارات أدبية وتاريخية غامضة، ما يتقاضى محقّقها ومفسرها كثيرا من الجهد، وصبرا جميلا في التهدى إلى مظانها في بطون المراجع، وحرصا على البعد عن مزلّات الفهم، كما كان رسم كلمات النسخة، والنمط الذي سارت عليه في الكتابة وفي الضبط، مقتضيا للتريث وطول النظر.

ولولا طول العهد منى بصحبة الجاحظ، ومعايشة أسلوبه ومراميه، لم يخرج هذا الكتاب بهذه الصورة التي ظهر بها، والتى أرجو أن أنال بها رضا الله جل وعز، ورضا الناس.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015