كالإفصاح [1] .
فمن ذلك أنّهم كنوا عن الفرج فقالوا: كشف علينا متاعه. فصار المتاع والفرج سواء. والفرج والقبل والدّبر كلّه أيضا كنايات: وكذلك الخلا والحشّ والغائط كلّها كنايات. وكذلك البراز [2] والزّبل والنّجو كنايات، والاسم الخرو، وجمعه خروان [3] .
وقالوا في الكناية: فلان يدعو إلى نفسه، فلما طال ذلك وكثر قام في القبح مقام الأوّل.
وقالوا في الكناية عن قولهم: زنت فلانة: قحبت. والقحاب:
السّعال. وقال الشاعر في شاة له:
وإذا ما قحبت واحدة ... جاوب المبعد منها فخضف [4]
فكأنّهم كانوا في التقدير يضعون سعلت مكان زنت، فلما طال ذلك صار قولهم: قحبت، أقبح من قولهم: زنت.