الكتاب المخطوط القديم، فإذا كانت للكتاب نسخ عديدة بينها تفاوت ما اعتمد على نسخة يراها أوثق وأنقى ويجعل الباقيات للمقابلة لتكمل بعضها بعضا.

وعندما لا تتوفر للمحقق إلا نسخة واحدة بعد استنفاد الطاقة في التفتيش عن نسخ الكتاب فإنه يعتمدها في النسخ ويقابلها مع النصوص المقتبسة عنها في المؤلفات اللاحقة.

وهذه النسخة التي اعتمدت عليها في التحقيق فريدة، أعني أن هذه المخطوطة التي حققتها لم أجد لها إلا نسخة واحدة وبذلت قصارى جهدي لأجد نسخا أخرى لأستعين بها على إتقان العمل فلم أعثر على شيء منها مما اضطرني أن أراجع كتبا كثيرة من مؤلفات المؤلف حيث كانت له ردود مثلها على بعض المتجاهلين للحق.

إلا أن الناسخ الذي نسخ النسخة التي بين يدي كتب في آخرها على هامش المخطوط ما نصه:

(بلغت مقابلة على أصل المصنف ولله الحمد والمنة) .

وهذا يدل على أن النسخة الأصلية التي كتبها المؤلف بخطه موجودة في مكان ما حتى قوبلت عليها هذه النسخة التي أمامنا كما أثبته الناسخ.

وقد ذكرت ذلك لأن قواعد تحقيق المخطوطات تنص على عدم جواز نشر كتاب مخطوط على نسخة واحدة إذا كان للكتاب نسخ أخرى معروفة لئلا يعوز الكتاب إذا نشر التحقيق العلمي والضبط ولكن هذه النسخة مصححة وسليمة وكاملة ولم يوجد فيها أي نقص وبياض إلا في موضعين، وقد ملأت ذلك بما جاد الله مما يناسب الموضوع ومع ذلك استنفدت طاقتي في مراجعة المظان التي توجد فيها المعلومات التي سجلها المؤلف كما يقتضي منهج التحقيق عندما تكون النسخة المخطوطة فريدة وبالله التوفيق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015