كأنها من حسنها درةٌ ... أخرجها الموجُ إلى الساحلِ

أخذه بشار، فزاد وأحسن فقال:

كأنما أفرغتْ في جوفِ لؤلؤةٍ ... فكلُّ ناحيةٍ من وجهها قمرُ

ومنه قول الراعي:

إذا لم يكنْ رسلٌ يعودُ عليهم ... مرينا لهم بالشوحط المثقوب

وقال ابن سنان:

إنْ أخلقتْ للضيفِ إخلاقها ... ردتْ عليها بالعراقيبِ

ومن ذلك قوله:

دهرٌ علا قدر الوضيع به ... وغدا الشريف يحطه شرفه

كالبحر يرسبُ فيه لؤلؤهُ ... سفلاً وتعلو فوقه جيفه

أخذه غيره فقال:

قلْ للذي بصروف الدهر عيرنا ... هلْ عاند الدهر إلاَّ من له خطرُ

أما ترى البحر تعلو فوقه جيفٌ ... وتستقرُّ بأقصى قعرهِ الدررُ

وقال آخر:

عجباً للزمان، يمنع حراً ... ما لديه، ويمنحُ المال نذلا

فهو مثلُ الميزان يرفعُ ما خ ... فَّ وتهوي به الرزانةُ سفلا

ومنه:

يا دهرُ، صافيتَ اللئام ولم تزلْ ... أبداً لأبناء الكرامِ معاندا

فغدوتَ كالميزان، ترفعُ ناقصاً ... أبداً وتخفض لا محالةَ زائدا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015