باب
اعلم أن العسف والتخليط قد جاء في أشعار العرب المتقدمين، وقل في أشعار المتأخرين، فمن ذلك:
أحبُّ بلادِ اللهِ أكناف منعجٍ ... إليَّ وسلمى أن يصوبَ هضابها
تقديره أحب بلاد بلاد الله إلي ما بين منعج وسلمى.
ومن ذلك قول بعض العرب:
وأبغضُ من وضعتُ إليَّ فيهِ ... لساني، معشرٌ عنهمْ أذودُ
تقديره: وأبغض من وضعت لساني فيه إلي، وشتان بينه وبين القائل وإن كان متأخراً:
ومن الحزامةِ أن تكونَ حزامةً ... ألا يؤخرَ منْ بهِ يتقدمُ
ومن ذلك أيضاً:
لها مقلةٌ حوراءُ طلَّ خميلةٍ ... من الوحشِ ما تنفكُّ ترعى عرارها
تقديره: لها مقلة حوراء من الوحش ما تنفك ترعى خميلة طل عرارها.
وقول مهيار أولى:
سلا ظبيةَ الوادي، وما الظبيُ مثلها ... وإنْ كان مصقولَ الترائبِ أكحلا
أأنتِ أمرتِ البدرَ أن يصدع الدجى ... وعلمتِ غصنَ البانِ أن يتميلا
وقال الفرزدق:
وما مثله في الناس إلاَّ مملكاً ... أبو أمه حيُّ أبوه يقاربهُ
أنشده سيبويه في كتابه، وقدره بتقدير جم حتى كأنه ما قال قط: