باب

العسف والتخليط

اعلم أن العسف والتخليط قد جاء في أشعار العرب المتقدمين، وقل في أشعار المتأخرين، فمن ذلك:

أحبُّ بلادِ اللهِ أكناف منعجٍ ... إليَّ وسلمى أن يصوبَ هضابها

تقديره أحب بلاد بلاد الله إلي ما بين منعج وسلمى.

ومن ذلك قول بعض العرب:

وأبغضُ من وضعتُ إليَّ فيهِ ... لساني، معشرٌ عنهمْ أذودُ

تقديره: وأبغض من وضعت لساني فيه إلي، وشتان بينه وبين القائل وإن كان متأخراً:

ومن الحزامةِ أن تكونَ حزامةً ... ألا يؤخرَ منْ بهِ يتقدمُ

ومن ذلك أيضاً:

لها مقلةٌ حوراءُ طلَّ خميلةٍ ... من الوحشِ ما تنفكُّ ترعى عرارها

تقديره: لها مقلة حوراء من الوحش ما تنفك ترعى خميلة طل عرارها.

وقول مهيار أولى:

سلا ظبيةَ الوادي، وما الظبيُ مثلها ... وإنْ كان مصقولَ الترائبِ أكحلا

أأنتِ أمرتِ البدرَ أن يصدع الدجى ... وعلمتِ غصنَ البانِ أن يتميلا

وقال الفرزدق:

وما مثله في الناس إلاَّ مملكاً ... أبو أمه حيُّ أبوه يقاربهُ

أنشده سيبويه في كتابه، وقدره بتقدير جم حتى كأنه ما قال قط:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015