التناقض، هو إن يتناقض بين المعاني، مثل قول مسلم:
ذكرَ الصبوحَ، فراحَ غيرَ مفندِ ... وأقامَ بينَ عزيمةٍ وتجلدِ
وقول أبي نواس:
ذكرَ الصبوحَ بسحرةٍ فارتاحا ... وأمله ديكُ الصباحِ صياحا
قال ابن قتيبة: إن كل واحد منهما عاب على صاحبه التناقض، لأن بيت أبي نواس متناقض، لجمعه بين ارتياح وملل، ولأن بيت مسلم متناقض، لجمعه بين الرواح والإقامة، وعندي أنهما غير متناقضين ولا متبايني الإرتياح إلى شيء والملل من غيره، وكذلك البيت الآخر فالرواح فيه والإقامة مجازان.
ومن ذلك قول ذي الرمة:
أقامت به حتى ذوى العودُ في الثرى ... وضمَّ الثريا في ملاءته الفجرُ
ناقض لأن العود لا يذوي في الثرى. والثرى: التراب الندي، والذوى: اليبس. وقيل إن الفرزدق أصلحه، فقال: حتى ذوى العود والتوى ووافقه على ذلك أبو عمرو بن العلاء.
باب
اعلم أن القلب هو أن يقصد شيئاً ويكون المقتضي بضد ذلك الشيء. كما قال امرؤ القيس: