ذكرت، أى أكثر فى التأخر من الأول، فتنزّل (?) التزامهم ذكر كلام قبله منزلة «من» للعلم به (?)، وأما أوّل ففيه معنى التفضيل (?)، فيكون مضافا كقولك:
زيد أول القوم، وزيد أول رجل قال ذاك، وزيد أوّل من عمرو، ومنه قوله تعالى:
(وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ) (?)، فإذا قلت: هذا رجل أول، فلا تصرفه، لأنك تريد أول (?) من غيره، فتحذف الجار والمجرور وهو مراد (?)، كما حفذف فى قوله تعالى: * يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى * (?)، أى: أخفى من السر، ومن جعل أولا غير وصف صرفه، فقال: ما تركت له أولا ولا آخرا، كقولك قديما وحديثا (?)، وربما استعملوا بعض هذه الصفات استعمال الأسماء فحذفوا الألف واللام نحو قولهم: دنيا، لأنها وإن كانت صفة فقد غلبت وصارت بمنزلة الأسماء غير الصفات، ومثله جلّى فى قوله:
وإن دعوت إلى جلّى ومكرمة … يوما سراة كرام النّاس فادعينا (?)