كقوله تعالي: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً (?)؛ فجعل «لا تصيبنّ» نفيا، وغيره جعلها نهيا (?) بعد أمر، كقوله تعالي: ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ (?). وأعاد (?) عثمان، ذكر هذا الحكم (?) في الخصائص (?) فقال: ومثال دخول «النون» في الفعل المنفىّ قولك: قلّما يقومنّ زيد، وقالوا: أقسمت لمّا تفعلنّ، «لا» طلب، كالأمر والنّهى، وما أشبه ما قال عثمان بما قال؛ فإنّ ظاهر لفظ الآية يدلّ علي ما ذهب إليه ولا يحتاج إلي تعسّف فى توجيهها. وقال الفارسىّ: نون التوكيد لا تدخل النّفى (?)، وأنشد (?) معترضا:
قليلا به ما يحمدنّك وارث … إذا نال ممّا كنت تجمع مغنما
وقال: إنّما دخلت «النّون» هاهنا حملا على المعنى.