قال: فبينا أنا ذات ليلة نائم، ثم رأيت الشيخ في النوم، وهو يأمرني بقول الشعر، فقلت له: ضع لي مثالا أعمل عليه، فقال:
حبّ العلا مدمنا إن فاتك الظّفر … وخدّ خدّ الثّرى والّليل معتكر
فقلت أنا:
فالعزّ في صهوات الخيل مركبه … والمجد ينتجه الإسراء والسّهر
فقال لي: أحسنت، هكذا فقل، فاستيقظت فأتممت عليها نحو العشرين بيتا) (?).
ومن شعره أيضا قوله في صدر كتاب كتبه إلى صديق له:
وإنّي لمهد عن حنين مبرّح … إليك على الأقصى من الدّار والأدنى
وإن كانت الأشواق تزداد كلّما … تناقص بعد الدّار واقترب المغنى
سلاما كنشر الرّوض باكره الحيا … وهبّت عليه نسمة السّحر الأعلى
فجاء بمسكي الهوا متحلّا … ببعض سجايا ذلك المجلس الأسمى (?)
ومنه قوله:
عليك سلام فاح من نشر طيبه … نسيم تولّى بثّه الرند والبان
وجاز على أطلال ميّ عشية … وجاد عليه مغدق الوبل هتّان
فحمّلته شوقا حوته ضمائري … تميد له أعلام رضوى ولبنان (?)