ضربته، كأنّك قلت: ضربت زيدا ضربته، ومثله قوله تعالى: وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ (?)، بالرّفع (?) والنصب (?)، وقريب منه قوله تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ (?)، لأنّك إذا نصبت" القمر" لم تجد للنّصب فائدة لا توجد فى الرّفع وإذا نصبت/ كلا اشتمل الخلق على جميع (?) الأشياء، كأنه قال:

خلقنا كلّ شئ بقدر، وفى حال الرّفع لا يتمحّض (5) للعموم.

وهذا الضّمير الّذى فى أمثال هذا الخبر على ثلاثة أضرب:

الأوّل: أن يكون الفعل متعدّيا إلى ضمير الاسم المنصوب، ويكون من جنس الأوّل فى العمل، كقولك: زيدا أكرمته،

ألا تراه تعدّى إلى ضمير زيد، وهو مثل المضمر فى العمل.

الثّانى: أن يكون الفعل المظهر متعدّيا إلى ما هو من سبب الاسم المنصوب بفعل مضمر، كقولك: زيدا ضربت أخاه، وهذا يتنزّل منزلة الأوّل فى إضمار فعل ينصب الاسم ويدلّ عليه المظهر؛ من حيث التبس بما هو من سببه حتّى لو قلت: زيدا ضربت عمرا، لم يجز حتى تقول: فى داره أو نحو ذلك.

الثّالث: أن يكون الفعل الظاهر من جنس المضمر فى العمل، كقولك:

زيدا مررت به، فالفعل المضمر ناصب، والمظهر متعدّ بحرف الجرّ، لكنّه لمّا كان فى موضع نصب قدّر المضمر فعلا بمعنى المظهر، وهو: جزت زيدا مررت به، أو ما أشبه ذلك.

فإن عطفت هذا الاسم المختار فيه الرّفع على جملة فعليّة، اختير فيه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015