المعنى: أنه أصاب موضعاً يضيف إليه فيه أي: يميل إليه؛ لأن أهله قد فارقوه، ومضيف محال؛ لأن البلد لا يضيف، ولأن الزمان لا يحتاج؛ وإنما المعنى أن الزمان مال عليك فأصاب موضع محل ومنزل.

وقال "من الكامل":

يا سهم كيف يفيق من سكر الهوى ... حران يصبح بالفراق ويغبق

عمري لقد نصح الزمان وإنه ... لمن العجائب ناصح لا يُشفق1

نصح الزمان: أي أدبك بما يريك من غيره واختلافه، والزمان لا يشفق على أحد؛ لأنه يأتي على الإنسان بما يقضي عليه، فقال: "من العجائب أن ينصحك الدهر وهو لا يشفق".

وقال "من الطويل":

كلوا الصبر غضاً واشربوه فإنكم ... أثرتم بعير الظلم والظلم بارك

من يأتك المقدار لا تك2 هالكاً ... ولكن زمان غال مثلك هالك3

وقال العباس بن الأحنف "من البسيط":

ولي جفون جفاها النوم فاتصلت ... أعجاز دمع بأعناق الدم والسرب4

وهذا وأمثاله من الاستعارة مما عُيب من الشعر والكلام؛ وإنما نخبر بالقليل ليُعرف فيتُجنب.

قال المهلب5 لرجل من الأزد: متى أنت؟ قال: أكلت من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015