وهو يعلم الفتيان الخطابة فوقف بشر فظن إبراهيم أنه إنما وقف ليستفيد، فقال بشر: اضربوا عمَّا قال صفحًا، ثم دفع إليهم صحيفة من تحبيره وتنميقه في أصول البلاغة وعناصر البيان1، ومن رجال هذه الطبقة: أبو العلاء سالم مولى هشام، وعبد لحميد الكاتب أو الأكبر -كما يقول الجاحظ2- وابن المقفع، وسهل بن هارون3، والحسن والفضل4 ابنا سهل، ويحيى البرمكي، وأخوه جعفر5، وأيوب بن جعفر، وأحمد بن يوسف، وعمرو بن مسعدة6، وابن الزيات، وسواهم.
وكان لهذه الطبقة أثرها في بحث عناصر البيان وبلاغة الكلام، ونستطيع أن نعرف آثار هاتين الطبقتين في دراسات البيان بالرجوع إلى آرائهم المثبتة في شتى أصول الأدب، والتي يمكننا أن نذكر هنا طرفًا منها، وإن شئت فاقرأ جواب صحار لمعاوية حين سأله عن البلاغة7، ويروى قبل هذا بكثير أن عامر بن الظرب سأل حممة بن رافع: مَن أبلغ الناس؟ فقال: من حلَّى المعنى المزيز باللفظ الوجيز، وطبق المفصل قبل التحزيز8.
واقرأ: تحديد المفضل الضبي للإيجاز9، وتفسير ابن المقفع للبلاغة10، وحوار الشمري لعمرو بن عبيد في البلاغة11، وتعريف الأصمعي للبليغ12، ورأي إبراهيم بن محمد في