حكم المخطئ

سبق تعريف المبتدع، وأنه: الذى يحدث البدعة، ويدعو إليها ويوالي ويعادي عليها، وأن البدعة تنقسم إلى: بدعة مكفرة، وبدعة غير مكفرة، وذكرنا أقوال العلماء في حكم مرتكبها.

أما المخطىء في بعض المسائل، المعروف بمنهجه وسلوكه الحميد وعلمه الشرعي، فإن خطأه لا يحط من شأنه، ولا ينقص من قدره، فإن كان حيّا يرزق، فيجب تنبيهه على خطئه بالأسلوب الحكيم، المتعارف عليه بين العلماء، المبني على التعاون على البر والتقوى؛ لأن الدين النصيحة، فتقدم النصيحة لطالب العلم بحسب مقامه بأدب واحترام، وبيان للحق بدليله، من غير عنف ولا تعال، بل بالحكمة والموعظة الحسنة، حتى تؤدي النصيحة غرضها، فتبقى الكلمة واحدة، والمحبة والأخوة في الله باقية، فإنما المؤمنون إخوة.

وإن كان المخطىء قد أفضى إلى ربه، فيدعى له؛ لأن العصمة للأنبياء وحدهم ويبين للناس خطأهم، حتى لا يتبعونهم في ذلك الخطأ، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في وصفه لأئمة الهدى وما يصدر منهم من أخطاء، يقول: "ومن له في الأمة لسان صدق عام، بحيث يثنى عليه، ويحمد في جماهير أجناس 1 الأمة، فهؤلاء هم أئمة الهدى، ومصابيح الدجى، وغلطهم قليل بالنسبة إلى صوابهم، وعامته من موارد الاجتهاد التي يعذرون فيها، وهم الذين يتبعون العلم والعدل، فهم بعداء عن الجهل، وعن اتباع الظن وما تهوى الأنفس" 2.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015