لِأَنَّهُ ثِقَة حَافظ، وَزِيَادَة الثِّقَة مَقْبُولَة عِنْد الْجُمْهُور من أهل الحَدِيث وَالْفِقْه
وَالْأُصُول، قَالَ التِّرْمِذِيّ (?) : وَالْعَمَل عَلَى هَذَا الحَدِيث عِنْد أهل الْعلم
أَن الصَّائِم إِذا ذرعه الْقَيْء لَا قَضَاء عَلَيْهِ، وَإِذا استقاء عمدا قَضَى.
قَالَ الرَّافِعِيّ (?) : وَرُوِيَ ذَلِك عَن ابْن عمر مَوْقُوفا. هُوَ كَمَا قَالَ؛
فقد رَوَاهُ مَالك (?) ، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر، أَنه قَالَ: «من استقاء وَهُوَ
صَائِم فَعَلَيهِ الْقَضَاء، وَمن ذرعه الْقَيْء فَلَيْسَ عَلَيْهِ الْقَضَاء " وَرَوَاهُ
الشَّافِعِي (?) من طَرِيقه أَيْضا.
فَائِدَة: ذرعه - بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة -: غَلبه. واستقاء: طلب الْقَيْء.
عَن أبي الدَّرْدَاء رَضِيَ اللَّهُ عَنْه " أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قاء فَأفْطر - أَي: استقاء - قَالَ
ثَوْبَان: صدق أَنا صببت لَهُ الْوضُوء " (?) .
هَذَا الحَدِيث رَوَاهُ أَحْمد فِي «مُسْنده» (?) ، وَأَبُو دَاوُد فِي «سنَنه) (?) ،
وَالتِّرْمِذِيّ فِي «جَامعه» (?) ، وَالنَّسَائِيّ فِي «سنَنه الْكُبْرَى» (?) ، وَابْن
الْجَارُود فِي «الْمُنْتَقَى» (?) ، وَالدَّارَقُطْنِيّ (?) وَالْبَيْهَقِيّ (?) فِي «سُنَنهمَا» ،