وَرَبك يحكم بَينهم فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
وَقد تصدر للتدريس بمواضع من دمشق وَكَانَ قد أضر قبل مَوته بسنوات وَكَانَ يغْضب إِذا قيل لَهُ يقْدَح عَيْنَيْهِ وَيَقُول مَا زلت أعرف بصري ينقص قَلِيلا قَلِيلا إِلَى أَن تَكَامل عَدمه
قَالَ الصَّفَدِي لم يكن عِنْده جمود الْمُحدثين بل كَانَ فَقِيه النَّفس لَهُ دراية بأقوال النَّاس وَهُوَ الْقَائِل مضمنا
(إِذا قَرَأَ الحَدِيث علي شخص ... وأخلى موضعا لوفاة مثلى)
(فَمَا جازى بِإِحْسَان لأني ... أُرِيد حَيَاته وَيُرِيد قَتْلَى)
قَالَ الصَّفَدِي فَأَنْشَدته لنفسى
(خليك مَاله فِي ذَا مُرَاد ... فدم كَالشَّمْسِ فِي أعلى مَحل)
(وحظي أَن تعيس مدى الليالي ... وَأَنَّك لَا تمل وَأَنت تملي)
قَالَ الصفدي فأعجبه قولي خليك لِأَن فِيهِ إشارة إِلَى بَقِيَّة الْبَيْت الذي ضمنه هُوَ مَعَ الاتفاق فِي اسْم خَلِيل وَمَات فِي لَيْلَة الثَّالِث من ذي الْقعدَة سنة 748 ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة
بِضَم الْعين الْمُهْملَة شمس الدَّين البسطي ثمَّ القاهري المالكي ولد فِي سنة 760 سِتِّينَ وَسَبْعمائة واشتغل بِالْعلمِ فَأخذ عَن مَشَايِخ عصره وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة وَمن جملَة من أَخذ عَنهُ المغربي المالكي ولازمه نَحْو عشر سِنِين والعز بن جمَاعَة وَابْن خلدون وعَلى سَائِر عُلَمَاء الْمَعْقُول وَالْمَنْقُول فِي ذَلِك الْعَصْر وبرع فِي الْفِقْه والأصلين والعربية واللغة والمعاني وَالْبَيَان والمنطق