(بشراي بعد الْيَأْس وَهُوَ خَطِيبه ... بتبدّلي سهل الْهوى بصعابه)
(قد أنجح الله الذي أملته ... وكدحت فِيهِ لنيل لبّ لبابه)
(وهجرت فِيهِ ملاعبى وَلَقِيت فِيهِ ... متاعبي ومنيت من أوصابه)
(وشربت كاسات الْفِرَاق وَقد غَدَتْ ... ممزوجة بزعافه وبصابه)
(وبذلت للهادي إِلَيْهِ نفائسي ... ومنحته مني بملء وطابه)
(فحططت رحلي بَين سكان الْحمى ... وأنخته في مخصبات شعابه)
(وشفيت نفسي بعد طول عنائها ... في قطع حزن فلاته وهضابه)
(وَوضعت عَن عنقي عصى الترحال لَا ... أخْشَى العذول وَلَا قَبِيح عتابه)
(فَأَنا وَلَا فَخر الْخَبِير بأرضه ... وَأَنا العروف بشامخات عِقَابه)
(وَأَنا الْعَلِيم بِكُل مافى شَرحه ... وَأَنا المترجم عَن خفيّ جَوَابه)
(يَا ابْن الرَّسُول وعالم الْمَعْقُول وَالْمَنْقُول ... أَنْت بِمثل ذَا أدرى بِهِ)
(لَا تسألنّ عَن العقيق فَإِنَّهَا ... قد ذللت لَك جامحات ركابه)
(وكرعت فِي تِلْكَ المناهل بُرْهَة ... وشربت صفو الْورْد من أربابه)
(وَقَعَدت فِي عرصاته متمايلاً ... مُتَبَسِّمًا نشوان من إطرابه)
(واسلم وَدم أَنْت الْمعد لمعضل ... أعنا الورى يَوْمًا بكشف نقابه)
(وَخذ الْجَواب فَمَا بِهِ خطل وَلَا ... عصبية قدحت بِعَين صَوَابه)
(سكانه صنفان صنف قد غَدا ... متجرداً للحبّ بَين صحابه)
(قد طلق الدُّنْيَا فَلَيْسَ بضارع ... يَوْمًا لنيل طَعَامه وَشَرَابه)
(يمشي على سنَن الرَّسُول مفوضاً ... لِلْأَمْرِ لَا يلوى للمع سرابه)
(يرضى بميسور من الدُّنْيَا وَلَا ... يغتمّ عِنْد نفارها عَن بَابه
0 - متقللاً مِنْهَا تقلل موقن ... بدروس رونقها وَقرب ذَهَابه)