الْمُسلمين وَتَمام إحسانه والذي نبديه إِلَى مسامعكم الزكية
أَنه ورد الينا يَوْم تَارِيخه نجاب من جَانب مصر ببشاير النَّصْر وأهنأ الْخطاب
وَذَلِكَ أَن أَمِير الْجُمْهُور الفرنساوي اللعين جمع كَافَّة أَعْيَان رعايا مصر الْمُسلمين وَضبط عَلَيْهِم جَمِيع الْبيُوت والحارات
وَحط على كل بَيت من الْمُسلمين شَيْئا من المبالغ والبليصات بِحَيْثُ لَا طَاقَة لأهل الْإِسْلَام على تَسْلِيم مَا فرض عَلَيْهِم من الْجور الْعَام وَقد حدد عَلَيْهِم جمع تِلْكَ الْأَمْوَال فِي نهارين
وواعد من لم ينجز وعده بِالْهَلَاكِ والشين
فَخرج من عِنْده الْمُسلمُونَ فِي حيرة واجتمعو في أماكنهم لأجل التشاور والبصيرة فألهم الله قُلُوبهم الإسلامية ووفق حميد آرائهم الإيمانية بالهجوم من كل جَانب على الْمُشْركين
وبذلوا نُفُوسهم لمرضاة رب الْعَالمين فَخرجت كَافَّة رعايا الْمُسلمين من منازلها وهجمت على الْمُشْركين في أماكنها وَصَارَ الْجِهَاد خلال بُيُوتهم والقتال في مجامع الْمُشْركين ودورهم وابتهجت مصابيح وُجُوه الْإِسْلَام وسطعت صوارم سيوفهم فِي أَعْنَاق الْكَفَرَة اللئام
وأيد الله جنود الرعايا الْمُسلمين بعظمته الباهرة
وَأهْلك بسيوفهم كَافَّة الْمُشْركين بِالْقَاهِرَةِ
وَكَانَ ذَلِك يَوْم حادي عشر جُمَادَى الأولى وَله الْحَمد في الْآخِرَة وَالْأولَى
فَأرْسلت الرعايا المنصورين نجاجيب الرّعية لأمراء مصر المخدمين
وَكَانَ أقربهم بمسيرة يَوْم عَن الجلاد محبنا الْأَمِير مُرَاد فَفَزعَ بكافة من حوله من العشائر والأجناد وَدخل بِلَاد مصر يَوْم ثانى عشر شهر جماد
ظفر بقتل من بقي من الْكفَّار
وانتظم شَمل الْمُسلمين بصفاء الدَّار
فَللَّه مزِيد الْحَمد وَالثنَاء
على تِلْكَ المسرة والهناء فلقصد مسرتكم على الْفَوْر حررنا هَذَا الرقيم
لحُصُول الْخَبَر على نصر الْمُسلمين