وقوله: ثم يقول حين يَرْفَعُ صُلْبَهُ منَ الْركُوع: "سَمِعَ الله لمَنْ حَمدَه"، ويقول وهو قائم: "ربنَا وَلَكَ الْحَمْدُ" ظاهره أنَّه يقول ذلك كل مُصَلّ، إذ هو حكاية لمطلق صلاة النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - وإن كان يحتمل أن ذلك حكايته لصلاة النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - إذ الصلاة المتبادر منها الصلاة الواجبة، والغالب على صلاته الجماعة وهو الإِمام فيها، وأيضًا في رواية لمسلم منْ فعْل أبي هريرة وهو إمام بالمدينة في أيام مروان (?) حكاية ذلك وقالَ: وَالله إنِّي لأشْبَهُكُمْ صَلَاةً برَسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ولكن ذلك لا يُكَدر هذا الظاهر لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "صلوا كَمَا رأيتموني أصلي" (?)، وظاهر الأمر إطلاق المشابهة لكل مصلّ يصلي كصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد ذهب إلى هذا الشَّافعيّ (?)، وذهب الهادي (?) والقاسم وأبو حنيفة ورواية عن الناصر أن التسميع للإمام والمنفرد، وِالحمد للمؤتم، قالوا لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا قَالَ الإمَامُ سَمِع الله لمنْ حَمدَه فقُولوا: اللهُم ربنا لَكَ الحَمْدُ فإنهُ مَنْ وَافَقَ قَولهُ قوْلَ الملائكَةَ غُفِرَ لهَ مَا تَقَدَّم مِنْ ذنبهِ" (?).

وذهب أَبو يوسف ومحمَّد إلى أنَّه يجمع بينهما الإِمام والمنفرد (?)، ويأتي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015