وقد رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الغرب بطولى الطوليين (?) وهي الأعراف [والطولى الأخرى الأنعام، يريد بواحدة من الطوليين] (أ).
وقد أخرج النَّسائي "أنَّه فرق الأعراف في ركعتي المغرب (?)، وقد قرأ في العشاء {بالتين والزيتون} (?) وَوَقَّت لعاذ فيها "بالشمس وضحاها" (?)، و {سبح اسم ربك الأعلى} و {واللّيلِ إِذَا يَغشَى} ونحوها"، وقد أخرج النَّسائيّ من حديث ابن عمر: "كان النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - يأمرنا بالتخفيف، ويؤمنا بالصافات" (?) فالصافات بيان للتخفيف المأمور به.
والجمع بين هذه الروايات أنَّه وقع الجميع من النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - وأنه كان يختلف باختلاف الأوقات والأشغال والنشاط والفتور والإقبال في الصلاة بالقلوب والإدبار، والله أعلم.
وقوله و (ب) "في الآخريين على النصف من ذلك": احتَّج به الشَّافعيّ (?) على قراءة سورة في الركعتين الآخريين، وهو مأخذ قريب، إذ من البعيد سكوته - صلى الله عليه وسلم - عن الذكر في الصلاة، والقول بترتيل قراءة الفاتحة فيهما محتمل بعيد، والله أعلم.