و "الظاهرة": المدرَكَة بالحواسّ، و "الباطنة": المعقولة، أو "الظاهرة": ما تعرَف، و "الباطنة": ما لا تُعرَف.

و"القديم": ما تقدم زمانُهُ على الزمان الحاضر، و "الحديث" ما حضُر زمانه. ويحتمل أن يريد بالقديم من النعمة: ما تقدم على الأسلَاف فهي نعمة على الأخلاف، كما قال الله تعالى: {يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ ....} (?) الآية مع أن النعمةَ بالإِنجاء على السلف ولكنها نعمةٌ على الخَلَفِ، إذ الخَلَف هم أثَر تلك النعمة.

و"الحديث": ما كان على الحامد في نفسه.

(والصلاةُ والسلامُ على نبيه ورسوله محمد)، عَطَفَ الصلاة على الحمد، وذلك لأنه لما كان الكمالات العلمية والعملية وصلت إلى العبد مِن اللهِ تعالى -بواسطةِ صاحبِ الشرعِ فوجب المقابلة لهذه النعمة بالثناء عليه - صلى الله عليه وسلم -، وكان العَلَم في باب الثناء الذي أمرنا به هو الصلاة والسلام، فأتى بهما جميعًا امتثالًا لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (?)، ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: "كلُّ كلام لا يُذْكَرُ اللهُ فيه، ولا يُصَلَّى عليَّ فيه فهو أقطعُ أكتعُ ممحوقٌ من كلِّ بركةٍ" (?).

والصلاةُ مِن اللهِ بمعنى الرحمة كذا في "الصِّحَاح" (?)، والسلام: الأمان، أي السلامة من النار والأمان منها.

وقال القشيرىّ: "الصلاة" مِن الله تعالى لمن دون النبي - صلى الله عليه وسلم - رحمة وللنبي- صلى الله عليه وسلم - تشريف وزيادة تكرمة، وفي معنى "السلام عليه" ثلاثة وجوه:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015