في بعض ألفاظ البخاري (?) عن بعض رواته، "ومنع" بغير تنوين، ولعله لمناسبة لفظ: "هات" والمراد به منع ما أمر بإعطائه
وقوله: "وهات". فعل أمر مجزوم بحذف الياء وهو مكسور التاء المثناة من فوق، وهو من الإيتاء، قال الخليل (?): أصله آت فقلبت الهمزة هاء. والمراد به طلب ما لا يستحق أخذه، ويحتمل أن يكون معناهما هو أن يمنع بره وإحسانه مَن يسترفده (?)، ثم يطلب من الناس برهم فيبخل بما في يده ويسأل الناس تكثرا.
وقوله: "وكره لكم قيل وقال". وقع في أكثر الروايات بغير تنوين، وهو حكاية للفظ الفعل، والمراد به نقل الكلام الذي يسمعه إلى غيره فيقول: قيل: كذا وكذا. بغير ذكر القائل، وقال فلان: كذا وكذا. وإنما كره ذلك لما فيه من الاشتغال بما لا يعني المتكلم، ولكونه قد يتضمن النميمة والغيبة والكذب، لا سيما مع الإكثار من ذلك، فقلما يخلو عنه، ويجوز الإعراب فيهما وإجراؤهما مجرى الأسماء بالنقل إلى الأسماء، وإن كان النقل من الفعل إلى اسم الجنس قليلًا، ولكن ورد فيه شطر صالح كما قيل في "الدُّئل"، وقد جاء في رواية الكشميهني (?) للبخاري: "قيلًا وقالًا" بالنصب، قال الجوهري (?): قيل وقال اسمان. يقال: كثير القيل والقال.