الاشتغال بغير عبادة ربه سبحانه وتعالى، حتى نقله إلى الرفيق الأعلى سالمًا عن الأغراض والأعراض، وكان ما قد ملكه من أرقائه إما قد مات أو معتقا.
وفيه دلالة على أن أم الولد تعتق بموت سيدها، فإن مارية القبطة أم إبراهيم صلى الله على نبينا وعليه وسلم توفيت في زمن عمر بن الخطاب سنة ست عشرة ودفنت بالبقيع، وهذا وجه ذكر الحديث هنا. وقد قيل: إنها ماتت في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -. والأول هو الأشهر.
وقوله: ولا شيئًا. على الأصح في رواية البخاري وكذا رواية الإسماعيلي (?)، وفي رواية الكشميهني (1): ولا شاة. وفي رواية مسلم (?) عن عائشة قالت: ما ترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - درهما ولا دينارًا ولا شاة ولا بعيرا ولا أوصى بشيء.
وقوله: وأرضًا جعلها صدقة. جاء في رواية أبي داود (?) أن صدقته - صلى الله عليه وسلم - كانت في المدينة أرضا، قال: فكانت نخل بني النضير لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاصة، أعطاها [الله] (أ) إياه، فقال: {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ} (?). قال: فأعطى أكثرها للمهاجرين، وبقى منها صدقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي في أيدي بني فاطمة. ولأبي داود (?) أيضًا من طريق ابن شهاب، قال: كانت