الثامنة أسطوان التهجد كان يصلي - صلى الله عليه وسلم - إليها ومحلها الآن دعامة بها محراب مرحم (أ) قرب باب جبريل وقد روي أنه كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخرج حصيرًا كل ليلة إذا انكفت الناس فيطرح وراء باب عليّ - رضي الله عنه - ثم يصلي صلاة الليل فرآه رجل فصلى بصلاته ثم آخر فصلى بصلاته حتى كثروا فالتفت فإذا بهم فأمر بالحصير فطوي ثم دخل فلما أصبح جاءوه فقالوا يا رسول الله كنت تصلي بالليل فنصلي بصلاتك، فقال: "إني خشيت أن تنزل عليكم صلاة الليل ثم لا تقوون عليها" (?). قال عيسى بن عبد الله: وذلك موضع الأسطوان التي على طريق باب النبي - صلى الله عليه وسلم - مما يلي باب الزوراء والزوراء بالزي الموضع المزور خلف الحجرة من حائزها وهو كشكل المثلث، وكذا روي عن محمَّد بن علي بن الحنفية أنها كانت مصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الليل.

قال ابن النجار: هذه الأسطوانة وراء بيت فاطمة من جهة الشمال وفيها محراب إذا توجه المصلي إليه كانت يساره إلى باب عثمان المعروف اليوم بباب جبريل.

وقال المطري: وحولها الدرابزيان أي المقصورة الدائرة على الحجرة الشريفة، وقد كتب فيها بالرخام هذا متهجد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وبعد حصول الحريق الثاني دعامة عند بناء القبة واتخذ فيها محراب مرخمًا، وهذه الأسطوانة هي آخر الأساطين التي لها فضل خاص وإلا فجميع أساطين المسجد مشتركة في الفضل. وقد أخرج البخاري عن أنس "لقد أدركت كبار أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يبتدرون السواري" (?) قد اختصت بصلاة أكابر الصحابة عندها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015