وفي رواية: "أليست نفسًا" وأخرج الحاكم (?) قوله: "إنما قمنا للملائكة"، وأخرج أحمد والحاكم (?) وابن حبان: "إنما يقومون إعظامًا للذي يقبض النفوس"، وفي لفظ ابن حبان: "إعظامًا للذي يقبض الأرواح" (?)، وهذا لا ينافي التعليل الأول بأن الموت فزع، فإن تعظيم القائمين بأمر الموت إعظام للموت.

وقد اختلف العلماء في القيام للجنازة فذهب الشافعي (?) وغيره إلى أنه غير واجب، وقال: هذا الأمر إما أنْ يكون منسوخًا أو أنه قام لعلة، وأيهما كان فقد ثبت أنه تركه بعد فعله، والحجة في الآخر من أمره والقعود أحب إلى. انتهى. وأشار بالترك إلى حديث على رضي الله عنه: "أنه - صلى الله عليه وسلم - قامَ للجنازة ثم قعد". أخرجه مسلم (?)، قال البيضاوي (?): وهذا محتمل (أ) أن يكون قام للجنازة ثم قعد بعد أن جَاوزتهُ وبَعُدَت عنه، ويحتمل أن يكون المراد أنه كان يقوم في وقت ثم ترك القيام أصلًا، فيكون الترك قرينة على أن الأمر للندب فلا يحمل (ب) على النسخ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015