وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِ:
الْحَسَنُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ سَهْلَانَ، أَبُو مُحَمَّدٍ الرَّامَهُرْمُزِيُّ
وَزِيرُ سُلْطَانِ الدَّوْلَةِ، وَهُوَ الَّذِي بَنَى سُورَ الْحَائِرِ عِنْدَ مَشْهَدِ الْحُسَيْنِ، قُتِلَ فِي شَعْبَانَ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ.
الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْكَشْفُلِيُّ الطَّبَرِيُّ
الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ، تَفَقَّهَ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ الدَّارَكِيِّ، وَكَانَ فَهْمًا فَاضِلًا صَالِحًا زَاهِدًا، وَهُوَ الَّذِي دَرَّسَ بَعْدَ الشَّيْخِ أَبِي حَامِدٍ الْإِسْفَرَايِينِيِّ فِي مَسْجِدِهِ، مَسْجِدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ فِي قَطِيعَةِ الرَّبِيعِ، وَكَانَ الطَّلَبَةُ عِنْدَهُ مُكَرَّمِينَ، اشْتَكَى بَعْضُهُمْ إِلَيْهِ حَاجَةً، وَأَنَّهُ قَدْ تَأَخَرَّتْ عَنْهُ نَفَقَتُهُ الَّتِي تَرِدُ إِلَيْهِ مِنْ أَبِيهِ، فَأَخَذَهُ بِيَدِهِ، وَذَهَبَ إِلَى بَعْضِ التُّجَّارِ بِقَطِيعَةِ الرَّبِيعِ، فَاسْتَقْرَضَ لَهُ مِنْهُ خَمْسِينَ دِينَارًا، فَقَالَ التَّاجِرُ: حَتَّى تَأْكُلَ شَيْئًا. وَمَدَّ سِمَاطًا، فَأَكَلُوا، ثُمَّ قَالَ: يَا جَارِيَةُ هَاتِي الْمَالَ. فَأَحْضَرَتْ شَيْئًا مِنَ الْمَالِ، فَوَزَنَ مِنْهُ خَمْسِينَ دِينَارًا، وَدَفَعَهَا إِلَى الشَّيْخِ، فَلَمَّا قَامَا إِذَا بِوَجْهِ ذَلِكَ الْفَقِيهِ قَدْ تَغَيَّرَ. فَقَالَ لَهُ الْكَشْفُلِيُّ: مَا لَكَ؟ فَقَالَ: يَا سَيِّدِي، قَدْ سَكَنَ قَلْبِي حُبُّ هَذِهِ الْجَارِيَةِ. فَرَجَعَ بِهِ إِلَى التَّاجِرِ، فَقَالَ: قَدْ وَقَعْنَا فِي فِتْنَةٍ أُخْرَى. قَالَ: وَمَا هِيَ؟ فَقَالَ: إِنَّ الْفَقِيهَ قَدْ هَوَى الْجَارِيَةَ. فَأَمَرَ التَّاجِرُ أَنْ تَخْرُجَ،