مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُكَّرَةَ، أَبُو الْحَسَنِ الْهَاشِمِيُّ
مِنْ وَلَدِ عَلِيِّ بْنِ الْمَهْدِيِّ بِاللَّهِ، كَانَ شَاعِرًا أَدِيبًا خَلِيعًا ظَرِيفًا، وَكَانَ يَنُوبُ فِي نِقَابَةِ الْهَاشِمِيِّينَ، فَتَرَافَعَ إِلَيْهِ رَجُلٌ اسْمُهُ عَلَيٌّ وَامْرَأَةٌ اسْمُهَا عَائِشَةُ يَتَحَاكَمَانِ فِي جَمَلٍ، فَقَالَ: هَذِهِ قَضِيَّةٌ لَا أَحْكُمُ فِيهَا بِشَيْءٍ ; لِئَلَّا يَعُودَ الْحَالُ خُدْعَةً.
وَمِنْ مُسْتَجَادِ شِعْرِهِ وَلَطِيفِ قَوْلِهِ:
فِي وَجْهِ إَنْسَانَةٍ كَلِفْتُ بِهَا ... أَرْبَعَةٌ مَا اجْتَمَعْنَ فِي أَحَدِ
الْوَجْهُ بَدْرٌ وَالصُّدْغُ غَالِيَةٌ ... وَالرِّيقُ خَمْرٌ وَالثَّغْرُ مِنْ بَرَدِ
وَمِنْ مُجُونِ شِعْرِهِ قَوْلُهُ، وَقَدْ دَخَلَ حَمَّامًا، فَسُرِقَ نَعْلُهُ، فَعَادَ إِلَى مَنْزِلِهِ حَافِيًا، فَقَالَ:
إِلَيْكَ أَذُمُّ حَمَّامَ ابْنِ مُوسَى ... وَإِنْ فَاقَ الْمُنَى طِيبًا وَحَرَّا
تَكَاثَرَتِ اللُّصُوصُ عَلَيْهِ حَتَّى ... لَيَحْفَى مَنْ يُطِيفُ بِهِ وَيَعْرَى
وَلَمْ أَفْقِدْ بِهِ ثَوْبًا وَلَكِنْ ... دَخَلْتُ مُحَمَّدًا وَخَرَجْتُ بِشْرًا