أَبُو أَحْمَدَ الْمُوسَوِيُّ، وَقَدْ تُوُفِّيَتْ هَذِهِ الْمَرْأَةُ قَبْلَ دُخُولِ الْخَلِيفَةِ بِهَا.
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ ابْتَاعَ الْوَزِيرُ أَبُو نَصْرٍ سَابُورُ بْنُ أَزْدَشِيرَ دَارًا بِالْكَرْخِ، وَجَدَّدَ عِمَارَتَهَا وَبَيْضَهَا، وَنَقَلَ إِلَيْهَا كُتُبًا كَثِيرَةً، وَوَقَّفَهَا عَلَى الْفُقَهَاءِ، وَسَمَّاهَا دَارَ الْعِلْمِ، وَأَظُنُّ أَنَّ هَذِهِ أَوَّلُ مَدْرَسَةٍ وُقِّفَتْ عَلَى الْفُقَهَاءِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَارْتَفَعَتِ الْأَسْعَارُ فِي أَوَاخِرِ هَذِهِ السَّنَةِ جِدًّا، وَضَاقَ الْحَالُ، وَجَاعَ الْعِيَالُ.
وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِ:
أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَاذَّانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ مِهْرَانَ، أَبُو بَكْرٍ الْبَزَّارُ
سَمِعَ الْكَثِيرَ مِنَ الْبَغَوِيِّ وَابْنِ صَاعِدٍ وَابْنِ دُرَيْدٍ وَابْنِ أَبِي دَاوُدَ، وَعَنْهُ الدَّارَقُطْنِيُّ وَالْبَرْقَانِيُّ وَالْأَزْهَرِيُّ وَغَيْرُهُمْ، وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتًا صَحِيحَ السَّمَاعِ، كَثِيرَ الْحَدِيثِ، مُتَحَرِّيًا وَرِعًا، تُوُفِّيَ عَنْ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى.