وَقَدْ حَكَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُلَيْمَانَ الْأَخْفَشِ، ثُمَّ ذَكَرَ أَشْيَاءَ مِنْ لَطَائِفِ أَشْعَارِهِ، فَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ:
لَا النَّوْمُ أَدْرِي بِهِ وَلَا الْأَرَقُ ... يَدْرِي بِهَذَيْنِ مَنْ بِهِ رَمَقُ
إِنَّ دُمُوعِي مِنْ طُولِ مَا اسْتَبَقَتْ ... كَلَّتْ فَمَا تَسْتَطِيعُ تَسْتَبِقُ
وَلِي مَلِيكٌ لَمْ تَبْدُ صُورَتُهُ ... مُذْ كَانَ إِلَّا صَلَّتْ لَهُ الْحَدَقُ
نَوَيْتُ تَقْبِيلَ نَارِ وَجْنَتِهِ ... وَخِفْتُ أَدْنُو مِنْهَا فَأَحْتَرِقُ
وَلَهُ أَيْضًا:
شَمْسٌ غَدَا يُشْبِهُ شَمْسًا غَدَتْ ... وَحَدُّهَا فِي النُّورِ مِنْ حَدِّهِ
تَغِيبُ فِي فِيهِ وَلَكِنَّهَا ... مِنْ بَعْدِ ذَا تَطْلُعُ فِي خَدِّهِ
وَقَدْ رَوَى الْحَافِظُ الْبَيْهَقِيُّ عَنْ شَيْخِهِ الْحَاكِمِ عَنْ أَبِي الْفَضْلِ نَصْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الطُّوسِيِّ، قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو بَكْرٍ الصَّنَوْبَرِيُّ فَقَالَ:
هَدَمَ الشَّيْبُ مَا بَنَاهُ الشَّبَابُ ... وَالْغَوَانِي وَمَا عُضِبْنَ غِضَابُ
قَلَبَ الْآبِنُوسَ عَاجًا فَلِلْأَعْ ... يُنِ مِنْهُ وَلِلْقُلُوبِ انْقِلَابُ
وَضَلَالٌ فِي الرَّأْيِ أَنْ يُشْنَأَ الْبَا ... زِي عَلَى حُسْنِهِ وَيُهْوَى الْغُرَابُ
وَلَهُ أَيْضًا، وَقَدْ أَوْرَدَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي ابْنٍ لَهُ فُطِمَ، فَجَعَلَ يَبْكِي عَلَى ثَدْيِهِ: