.. أَيْنَ الْجِيَادُ الَّتِي حَجَّلْتَهَا بِدَمٍ

وَكُنَّ يَحْمِلْنَ مِنْكَ الضَّيْغَمَ الْأَسَدَا ... أَيْنَ الرِّمَاحُ الَّتِي غَذَّيْتَهَا مُهَجًا

مُذْ مِتَّ مَا وَرَدَتْ قَلْبًا وَلَا كَبِدًا ... أَيْنَ السُّيُوفُ وَأَيْنَ النَّبْلُ مُرْسَلَةً

يُصِبْنَ مَنْ شِئْتَ مِنْ قِرْنٍ وَإِنْ بَعُدَا ... أَيْنَ الْمَجَانِيقُ أَمْثَالُ الْفِيُولِ إِذَا

رَمَيْنَ حَائِطَ حِصْنٍ قَائِمٍ قَعَدَا ... أَيْنَ الْقُصُورُ الَّتِي شَيَّدْتَهَا فَعَلَتْ

وَلَاحَ فِيهَا سَنَا الْإِبْرِيزِ فَاتَّقَدَا ... أَيْنَ الْجِنَانُ الَّتِي تَجْرِي جَدَاوِلُهَا

وَتَسْتَجِيبُ إِلَيْهَا الطَّائِرَ الْغَرِدَا ... أَيْنَ الْوَصَائِفُ كَالْغِزْلَانِ رَائِحَةً

يَسْحَبْنَ مَنْ حُلَلٍ مَوْشِيَّةٍ جُدُدًا ... أَيْنَ الْمَلَاهِي وَأَيْنَ الرَّاحُ تَحْسَبُهَا

يَاقُوتَةً كُسِيَتْ مِنْ فِضَّةٍ زَرَدًا ... أَيْنَ الْوُثُوبُ إِلَى الْأَعْدَاءِ مُبْتَغِيًا

صَلَاحَ مُلْكِ بَنِي الْعَبَّاسِ إِذْ فَسَدَا ... مَا زِلْتَ تَقْسِرُ مْنِهُمْ كُلَّ قَسْوَرَةٍ

وَتَحْطِمُ الْعَاتِيَ الْجَبَّارَ مُعْتَمِدَا ... ثُمَّ انْقَضَيْتَ فَلَا عَيْنٌ وَلَا أَثَرٌ

حَتَّى كَأَنَّكَ يَوْمًا لَمْ تكُنْ أَحَدَا ... لَا شَيْءَ يَبْقَى سُوَى خَيْرٍ تُقَدِّمُهُ

مَا دَامَ مُلْكٌ لِإِنْسَانٍ وَلَا خَلَدَا

ذَكَرَهَا ابْنُ عَسَاكِرَ فِي " تَارِيخِهِ ".

[خِلَافَةُ الْمُكْتَفِي بِاللَّهِ أَبِي مُحَمَّدٍ]

عَلِيِّ ابْنِ الْمُعْتَضِدِ بِاللَّهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، بُويِعَ لَهُ بِالْخِلَافَةِ بَعْدَ مَوْتِ أَبِيهِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015