فَبَيْنَا مَا نُسَرُّ بِهِ وَنَرْضَى
وَلَوْ لُبِسَتْ غَضَارَتُهُ سِنِينَا ... إِذِ انْقَلَبَتْ بِهِ كَرَّاتُ دَهْرٍ
فَأَلْفَيْتَ الْأُولَى غُبِطُوا طَحِينَا ... فَمَنْ يُغْبَطْ بِرَيْبِ الدَّهْرِ مِنْهُمْ
يَجِدْ رَيْبَ الزَّمَانِ لَهُ خَئُونَا ... فَلَوْ خَلَدَ الْمُلُوكُ إِذًا خَلَدْنَا
وَلَوْ بَقِيَ الْكِرَامُ إِذًا بَقِينَا ... فَأَفْنَى ذَلِكُمْ سَرَوَاتِ قَوْمِي
كَمَا أَفْنَى الْقُرُونَ الْأَوَّلِينَا
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَلَمَّا تَوَجَّهَ فَرْوَةُ بْنُ مُسَيْكٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُفَارِقًا مُلُوكَ كِنْدَةَ قَالَ:
لَمَّا رَأَيْتُ مُلُوكَ كِنْدَةَ أَعْرَضَتْ ... كَالرِّجْلِ خَانَ الرِّجْلَ عِرْقُ نَسَائِهَا
قَرَّبْتُ رَاحِلَتِي أَؤُمُّ مُحَمَّدًا ... أَرْجُو فَوَاضِلَهَا وَحُسْنَ ثَرَائِهَا
قَالَ: فَلَمَّا انْتَهَى فَرْوَةُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ، فِيمَا بَلَغَنِي: «يَا فَرْوَةُ هَلْ سَاءَكَ مَا أَصَابَ قَوْمَكَ يَوْمَ الرَّدْمِ؟ " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ ذَا الَّذِي يُصِيبُ قَوْمَهُ مَا أَصَابَ قَوْمِي يَوْمَ الرَّدْمِ، لَا يَسُوءُهُ ذَلِكَ؟! فَقَالَ لَهُ