وَمَنْجُوفَةٌ حَرْمِيَّةٌ صَاعِدِيَّةٌ
يُذَرُّ عَلَيْهَا السُّمُّ سَاعَةَ تُصْنَعُ ... تَصُوبُ بِأَبْدَانِ الرِّجَالِ وَتَارَةً
تَمُرُّ بِأَعْرَاضِ الْبِصَارِ تَقَعْقَعُ ... وَخَيْلٌ تَرَاهَا بِالْفَضَاءِ كَأَنَّهَا
جَرَادُ صَبًا فِي قُرَّةٍ يَتَرَيَّعُ ... فَلَمَّا تَلَاقَيْنَا وَدَارَتْ بِنَا الرَّحَا
وَلَيْسَ لِأَمْرٍ حَمَّهُ اللَّهُ مَدْفَعُ ... ضَرَبْنَاهُمْ حَتَّى تَرَكْنَا سَرَاتَهُمْ
كَأَنَّهُمْ بِالْقَاعِ خُشْبٌ مُصَرَّعُ ... لَدُنْ غُدْوَةً حَتَّى اسْتَفَقْنَا عَشِيَّةً
كَأَنَّ ذَكَانَا حَرُّ نَارٍ تَلَفَّعُ ... وَرَاحُوا سِرَاعًا مُوجَعِينَ كَأَنَّهُمْ
جَهَامٌ هَرَاقَتْ مَاءَهُ الرِّيحُ مُقْلِعُ ... وَرُحْنَا وَأُخْرَانَا بِطَاءٌ كَأَنَّنَا
أُسُودٌ عَلَى لَحْمٍ بِبِيشَةَ ظُلَّعُ