فَقُلْتُ لَهَا مَا يَثْرِبٌ بِمَظِنَّةٍ
وَمَا يَشَأِ الرَّحْمَنُ فَالْعَبْدُ يَرْكَبُ ... إِلَى اللَّهِ وَجْهِي وَالرَّسُولِ وَمَنْ يُقِمْ
إِلَى اللَّهِ يَوْمًا وَجْهَهُ لَا يُخَيَّبُ ... فَكَمْ قَدْ تَرَكْنَا مِنْ حَمِيمٍ مُنَاصِحٍ
وَنَاصِحَةٍ تَبْكِي بِدَمْعٍ وَتَنْدِبُ ... تَرَى أَنَّ وِتْرًا نَأْيُنَا عَنْ بِلَادِنَا
وَنَحْنُ نَرَى أَنَّ الرَّغَائِبَ نَطْلُبُ ... دَعَوْتُ بَنِي غَنْمٍ لِحَقْنِ دِمَائِهِمُ
وَلِلْحَقِّ لَمَّا لَاحَ لِلنَّاسِ مَلْحَبُ ... أَجَابُوا بِحَمْدِ اللَّهِ لَمَّا دَعَاهُمُ
إِلَى الْحَقِّ دَاعٍ وَالنَّجَاحِ فَأَوْعَبُوا ... وَكُنَّا وَأَصْحَابٌ لَنَا فَارَقُوا الْهُدَى
أَعَانُوا عَلَيْنَا بِالسِّلَاحِ وَأَجْلَبُوا ... كَفَوْجَيْنِ أَمَّا مِنْهُمَا فَمُوَفَّقٌ
عَلَى الْحَقِّ مَهْدِيٌّ وَفَوْجٌ مُعَذَّبُ ... طَغَوْا وَتَمَنَّوْا كِذْبَةً وَأَزَلَّهُمْ
عَنِ الْحَقِّ إِبْلِيسٌ فَخَابُوا وَخَيَّبُوا ... وَرِعْنَا إِلَى قَوْلِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ
فَطَابَ وُلَاةُ الْحَقِّ مَنَّا وَطَيَّبُوا ... نَمُتُّ بِأَرْحَامٍ إِلَيْهِمْ قَرِيبَةٍ
وَلَا قُرْبَ بِالْأَرْحَامِ إِذْ لَا تُقَرَّبُ ... فَأَيُّ ابْنِ أُخْتٍ بَعْدَنَا يَأْمَنَنَّكُمْ
وَأَيَّةُ صِهْرٍ بَعْدَ صِهْرِيَ تُرْقَبُ