الطَّوِيَّةِ، وَلَهُ الْعَقِيدَةُ السَّلَفِيَّةُ الْمَوْضُوعَةُ عَلَى الْآيِ وَالْأَخْبَارِ وَالْآثَارِ، وَالِاقْتِفَاءِ بِالْآثَارِ النَّبَوِيَّةِ، وَيُذْكَرُ عَنْهُ سُوءُ أَدَبٍ فِي أَشْيَاءَ أُخَرَ، اللَّهُ يَتَوَلَّاهُ فِيهَا، وَلَهُ مَدَائِحُ فِي رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِسَانٌ، وَكَانَ شَيْخَ الْحَدِيثِ بِالظَّاهِرِيَّةِ بِمِصْرَ، وَخَطِيبَ جَامِعِ الْخَنْدَقِ، وَلَمْ يَكُنْ بِمِصْرَ فِي مَجْمُوعِهِ مِثْلُهُ فِي حِفْظِ الْأَسَانِيدِ، وَالْمُتُونِ، وَالْعِلَلِ، وَالْفِقْهِ، وَالْمُلَحِ، وَالْأَشْعَارِ، وَالْحِكَايَاتِ، تُوُفِّيَ فَجْأَةً يَوْمَ السَّبْتِ حَادِيَ عَشَرَ شَعْبَانَ، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ مِنَ الْغَدِ، وَكَانَتْ جَنَازَتُهُ حَافِلَةً، وَدُفِنَ عِنْدَ ابْنِ أَبِي حَمْزَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ، وَجَعَلَ الْجَنَّةَ مَثْوَاهُ.
الْقَاضِي مَجْدُ الدِّينِ حَرَمِيُّ بْنُ قَاسِمِ بْنِ يُوسُفَ الْعَامِرِيُّ الْفَاقُوسِيُّ الشَّافِعِيُّ، وَكِيلُ بَيْتِ الْمَالِ، وَمُدَرِّسُ الشَّافِعِيِّ وَغَيْرِهِ، كَانَتْ لَهُ هِمَّةٌ وَنَهْضَةٌ، وَعَلَتْ سِنُّهُ وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ يَحْفَظُ وَيَشْتَغِلُ، وَيُلْقِي الدُّرُوسَ مِنْ حِفْظِهِ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ ثَانِيَ ذِي الْحِجَّةِ، وَوَلِيَ تَدْرِيسَ الشَّافِعِيِّ بَعْدَهُ شَمْسُ الدِّينِ بْنُ الْقَمَّاحِ، وَالْمَدْرَسَةِ الْقُطْبِيَّةِ بَهَاءُ الدِّينِ بْنُ عَقِيلٍ، وَوَلِيَ الْوِكَالَةَ نَجْمُ الدِّينِ الْإِسْعِرْدِيُّ الْمُحْتَسِبُ، وَهُوَ كَانَ وَكِيلَ بَيْتِ الظَّاهِرِ.