وَفِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ الثَّامِنِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وَصَلَ عَلَى الْبَرِيدِ مِنْ مِصْرَ نَجْمُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ الشَّيْخِ فَخْرِ الدِّينِ ابْنُ أَخِي قَاضِي الْقُضَاةِ الْبُصْرَاوِيِّ، وَزَوْجُ ابْنَتِهِ عَلَى الْحِسْبَةِ بِدِمَشْقَ، عِوَضًا عَنْ جَمَالِ الدِّينِ يُوسُفَ الْعَجَمِيِّ، وَخُلِعَ عَلَيْهِ بِطَيْلَسَانَ، وَلَبِسَ الْخِلْعَةَ، وَدَارَ بِهَا فِي الْبَلَدِ فِي مُسْتَهَلِّ سَنَةِ سَبْعٍ وَسَبْعِمِائَةٍ.
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ عَمَرَ فِي حَرَمِ مَكَّةَ نَحْوُ مِائَةِ أَلْفٍ. وَحَجَّ بِالنَّاسِ مِنَ الشَّامِ الْأَمِيرُ رُكْنُ الدِّينِ بَيْبَرْسُ الْمَجْنُونُ.
وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِ: الْقَاضِي تَاجُ الدِّينِ صَالِحُ بْنُ ثَامِرِ بْنِ حَامِدِ بْنِ عَلِيٍّ الْجَعْبَرِيُّ الشَّافِعِيُّ، نَائِبُ الْحُكْمِ بِدِمَشْقَ، وَمُعِيدُ النَّاصِرِيَّةِ، كَانَ ثِقَةً دَيِّنًا، عَدْلًا مَرْضِيًّا زَاهِدًا، حَكَمَ مِنْ سَنَةِ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَسِتِّمِائَةٍ، لَهُ فَضَائِلُ وَعُلُومٌ، وَكَانَ حَسَنَ الشَّكْلِ وَالْهَيْئَةِ، تُوُفِّيَ فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ عَنْ سِتٍّ وَسَبْعِينَ سَنَةً، وَدُفِنَ بِالسَّفْحِ، وَنَابَ فِي الْحُكْمِ بَعْدَهُ نَجْمُ الدِّينِ الدِّمَشْقِيُّ.
الشَّيْخُ ضِيَاءُ الدِّينِ الطُّوسِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ