وَبَايَعَ الْخَلَائِقُ الْمُسْتَعْصِمَا ... صَلَّى عَلَيْهِ رَبُّنَا وَسَلَّمَا

يَبْعَثُ نُجْبَ الرُّسْلِ فِي الْآفَاقِ ... يَقْضُونَ بِالْبَيْعَةِ وَالْوِفَاقِ

وَشَرَّفُوا بِذِكْرِهِ الْمَنَابِرَا ... وَنَشَرُوا مِنْ جُودِهِ الْمَفَاخِرَا

وَسَارَ فِي الْآفَاقِ حُسْنُ سِيرَتِهْ ... وَعَدْلُهُ الزَّائِدُ فِي رَعِيَّتِهْ

قَالَ الشَّيْخُ عِمَادُ الدِّينِ ابْنُ كَثِيرٍ: ثُمَّ قُلْتُ أَنَا بَعْدَ ذَلِكَ أَبْيَاتًا:

ثُمَّ ابْتَلَاهُ اللَّهُ بَعْدُ بِالتَّتَارِ ... أَتْبَاعِ جِنْكِزْخَانٍ الْجَبَّارِ

صُحْبَةَ إِبْنِ ابْنِ لَهُ هُولَاكُو ... فَلَمْ يَكُنْ مِنْ أَمْرِهِ فِكَاكُ

فَمَزَّقُوا جُنُودَهُ وَشَمْلَهُ ... وَقَتَلُوهُ نَفْسَهُ وَأَهْلَهُ

وَدَمَّرُوا بَغْدَادَ وَالْبِلَادَا ... وَقَتَّلُوا الْأَحْفَادَ وَالْأَجْدَادَا

وَانْتَهَبُوا الْمَالَ مَعَ الْحَرِيمِ ... وَلَمْ يَخَافُوا سَطْوَةَ الْعَظِيمِ

وَغَرَّهُمْ إِنْظَارُهُ وَحِلْمُهُ ... وَمَا اقْتَضَاهُ عَدْلُهُ وَحُكْمُهُ

وَشَغَرَتْ مِنْ بَعْدِهِ الْخِلَافَهْ ... وَلَمْ يُؤَرَّخْ مِثْلُهَا مِنْ آفَهْ

ثُمَّ أَقَامَ الْمَلْكُ أَعْنِي الظَّاهِرَا ... خَلِيفَةً أَعْنِي بِهِ الْمُسْتَنْصِرَا

ثُمَّ وَلِي مِنْ بَعْدِ ذَاكَ الْحَاكِمُ ... قَسِيمُ بِيبَرْسَ الْإِمَامُ الْعَالِمُ

ثُمَّ ابْنُهُ الْخَلِيفَةُ الْمُسْتَكْفِي ... وَبَعْضُ هَذَا لِلَّبِيبِ يَكْفِي

ثُمَّ وَلِي مِنْ بَعْدِهِ جَمَاعَهْ ... مَا عِنْدَهُمْ عِلْمٌ وَلَا بِضَاعَهْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015