وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِ:
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْمَغْرِبِيِّ أَبُوهُ
وُلِدَ بِبَغْدَادَ وَسَمِعَ بِهَا الْحَدِيثَ، وَعُنِيَ بِطَلَبِ الْعِلْمِ، وَصَنَّفَ كِتَابًا فِي مُجَلَّدَاتٍ عَلَى حُرُوفِ الْمُعْجَمِ فِي الْحَدِيثِ، وَحَرَّرَ فِيهِ حِكَايَةَ مَذْهَبِ الْإِمَامِ مَالِكٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى.
الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ غَانِمِ بْنِ كَرِيمٍ الْأَصْبَهَانِيُّ
قَدِمَ بَغْدَادَ وَكَانَ شَابًّا فَاضِلًا، فَتَتَلْمَذَ لِلشَّيْخِ شِهَابِ الدِّينِ السُّهْرَوَرْدِيِّ، فَانْتَفَعَ بِهِ، وَتَكَلَّمَ بَعْدَهُ عَلَى النَّاسِ فِي التَّصَوُّفِ، وَفِيهِ لَطَافَةٌ وَمِنْ كَلَامِهِ فِي الْوَعْظِ: الْعَالَمُ كَالذَّرَّةِ فِي فَضَاءِ عَظْمَتِهِ، وَالذَّرَّةُ كَالْعَالَمِ فِي كِتَابِ حِكْمَتِهِ، الْأُصُولُ فَرُوعٌ إِذَا تَجَلَّى جَمَالُ أَوَّلِيَّتِهِ، وَالْفُرُوعُ أُصُولٌ إِذَا طَلَعَتْ مِنْ مَغْرِبِ نَفْيِ الْوَسَائِطِ شَمْسُ آخِرِيَّتِهِ، أَسْتَارُ اللَّيْلِ مَسْدُولَةٌ، وَشُمُوعُ الْكَوَاكِبِ مَشْعُولَةٌ، وَأَعْيُنُ الرُّقَبَاءِ عَنِ الْمُشْتَاقِينَ مَشْغُولَةٌ، وَحِجَابُ الْحُجُبِ عَنْ أَبْوَابِ الْوَصْلِ مَعْزُولَةٌ، مَا هَذِهِ الْوَقْفَةُ وَالْحَبِيبُ قَدْ فَتَحَ الْبَابَ؟! مَا هَذِهِ الْفَتْرَةُ وَالْمَوْلَى قَدْ صَرَفَ حَاجِبَ الْحُجَّابِ؟!
وُقُوفِي بِأَكْنَافِ الْعَقِيقِ عُقُوقُ ... إِذَا لَمْ أَرِدْ وَالدَّمْعُ فِيهِ عَقِيقُ
وَإِذَا لَمْ أَمُتْ شَوْقًا إِلَى سَاكِنِ الْحِمَى ... فَمَا أَنَا فِيمَا أَدَّعِيهِ صَدُوقُ
أَيَا رَبْعَ لَيْلَى مَا الْمُحِبُّونَ فِي الْهَوَى ... سَوَاءً وَلَا كُلُّ الشَّرَابِ رَحِيقُ