الْجَامِعِ وَحْدَهُ بِطَوَّافَةٍ وَيُوَاظِبُ عَلَى حُضُورِ الصَّلَوَاتِ فِيهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ، وَكَانَ قَلِيلَ الْكَلَامِ، كَثِيرَ الصَّدَقَاتِ، وَقَدْ بَنَى الْمَدْرَسَةَ الرُّكْنِيَّةَ بِسَفْحِ قَاسِيُونَ، وَوَقَفَ عَلَيْهَا أَوْقَافًا كَثِيرَةً، وَعَمِلَ عِنْدَهَا تُرْبَةً، وَحِينَ تُوُفِّيَ بِقَرْيَةِ جَرُودَ حُمِلَ إِلَيْهَا - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى -.
الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْعَالِمُ رَضِيُّ الدِّينِ، أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ غَنَائِمَ الْجِيلِيُّ الشَّافِعِيُّ، أَحَدُ فُقَهَاءِ الشَّافِعِيَّةِ بِبَغْدَادَ وَالْمُفْتِينَ فِيهَا وَالْمُشْتَغِلِينَ لِلطَّلَبَةِ مُدَّةً طَوِيلَةً لَهُ كِتَابٌ فِي الْمَذْهَبِ نَحْوٌ مِنْ خَمْسَةَ عَشَرَ مُجَلَّدًا يَحْكِي فِيهِ الْوُجُوهَ الْغَرِيبَةَ وَالْأَقْوَالَ الْمُسْتَغْرَبَةَ، وَكَانَ لَطِيفًا ظَرِيفًا تُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ ثَالِثَ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ بِبَغْدَادَ. وَالْحَافِظُ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْأَثِيرِ الشَّيْخُ عِزُّ الدِّينِ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ، الْجَزَرِيُّ الْمَوْصِلِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيفِ الْفًائِقَةِ; مِنْهَا الْكَامِلُ فِي التَّارِيخِ مِنْ أَحْسَنِ الْكُتُبِ فِي هَذَا الْفَنِّ وَأَبْسَطِهَا فِي الْحَوَادِثِ، وَأَمَّا وَفَيَاتُهُ فَلَيْسَتْ مَبْسُوطَةً بَسْطَ حَوَادِثِهِ، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ مِنْ عُيُونِ التَّوَارِيخِ وَأَمْتَعِهَا، وَلَهُ مِنَ الْمُصَنَّفَاتِ الْمَشْهُورَةِ.
الشَّيْخُ طَيٌّ الْمِصْرِيُّ
أَقَامَ مُدَّةً بِالشَّامِ فِي زَاوِيَةٍ لَهُ بِدِمَشْقَ