فِيهَا أَخَذَ الْعِمَادُ زَنْكِيٌّ الرُّهَا وَغَيْرَهَا مِنْ حُصُونِ الْجَزِيرَةِ مِنْ أَيْدِي الْفِرِنْجِ وَقَتَلَ مِنْهُمْ خَلْقًا كَثِيرًا وَسَبَى نِسَاءً كَثِيرَةً، وَغَنِمَ أَمْوَالًا جَزِيلَةً، وَأَزَاحَ عَنِ الْمُسْلِمِينَ كُرَبًا شَدِيدَةً كَثِيرَةً، جَزَاهُ اللَّهُ خَيْرًا.
وَحَجَّ بِالنَّاسِ أَمِيرُ الْجُيُوشِ نَظَرٌ الْخَادِمُ وَتَنَافَسَ هُوَ وَأَمِيرُ مَكَّةَ فَنَهَبَ الْحَجِيجَ وَهُمْ يَطُوفُونَ.
وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِ
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عُمَرَ أَبُو الْوَلِيدِ الْكَرْخِيُّ تَفَقَّهَ بِالشَّيْخِ أَبِي إِسْحَاقَ وَأَبِي سَعْدٍ الْمُتَوَلِّي حَتَّى صَارَ أَوْحَدَ زَمَانِهِ فَقْهًا وَصَلَاحًا، وَمَاتَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ.
سَعْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ أَبُو مَنْصُورٍ الرَّزَّازُ، سَمِعَ الْحَدِيثَ وَتَفَقَّهَ بِالْغَزَالِيِّ وَالشَّاشِيِّ وَالْمُتَوَلِّي وَإِلِكْيَا الْهَرَّاسِيِّ وَأَسْعَدَ الْمِيهَنِيِّ، وَوَلِيَ تَدْرِيسَ النِّظَامِيَّةِ وَكَانَ لَهُ سَمْتٌ حَسَنٌ وَوَقَارٌ وَسُكُونٌ وَكَانَ يَوْمُ جِنَازَتِهِ مَشْهُودًا،